المملكة المتحدة توفد فريق خبراء لدعم أوكرانيا في التحقيقات بشأن "جرائم الحرب الروسية"
المملكة المتحدة توفد فريق خبراء لدعم أوكرانيا في التحقيقات بشأن "جرائم الحرب الروسية"
تعتزم المملكة المتحدة إرسال فريق خبراء بريطاني لمساعدة أوكرانيا في جمع الأدلة بشأن جرائم الحرب المرتكبة هناك من قبل القوات الروسية، جراء التدخل العسكري منذ نهاية فبراير الماضي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، الجمعة، إن الخبراء البريطانيين سيساعدون في كشف الحقيقة وخضوع نظام بوتين للمساءلة عن أعماله، حسبما ذكرت قناة سكاي نيوز البريطانية.
وأوضحت الشبكة البريطانية، أن الفريق سيتضمن خبراء في مجال العنف الجنسي المرتبط بالصراعات، مضيفة أنه من المقرر أن يصل الفريق إلى بولندا أوائل شهر مايو المقبل لمساعدة الحكومة الأوكرانية في جمع الأدلة وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب.
من جانبها، أكدت المدعية العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا، الخميس الماضي، أن المحققين الأوكرانيين حددوا "أكثر من 8 آلاف حالة" من جرائم الحرب المحتملة منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وفي وقت سابق، وجهت المدعية إلى 10 جنود روس تهمة ارتكاب جرائم محتملة في بوتشا إحدى ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
تعاون غير مسبوق
يذكر أن مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان انضم، الاثنين الماضي، إلى التحقيق الأوروبي الجاري حول جرائم الحرب المفترضة في أوكرانيا، في تعاون غير مسبوق أعلنه كل من خان والوكالة الأوروبية للتعاون القضائي "يورودجاست".
وقال خان في بيان، إن الوضع في أوكرانيا "يتطلّب عملاً جماعياً من أجل الحصول على أدلّة ذات صلة، وفي نهاية المطاف التأكد من أنّها ستُستخدم بطريقة فعّالة في الإجراءات الجنائية"، معتبراً هذا التعاون بين مكتبه ويورودجاست "خطوة تاريخية".
فريق تحقيق مشترك
بدورها، قالت الوكالة الأوروبية للتعاون القضائي في بيان، إن "فريق التحقيق المشترك" الذي تمّ تشكيله في مارس بتعاون بين ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا وبدعم من يورودجاست يرمي إلى تسهيل عمل المحقّقين والملاحقات القضائية في الدول المعنيّة، بالإضافة إلى القضايا التي يمكن أن تحال على المحكمة الجنائية الدولية.
رفض روسي
أعلنت روسيا أنها تحتفظ بحقها في عدم التعاون مع التحقيق الدولي من جانب المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المزعومة في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو تحيط علما بالإعلان في 25 إبريل الجاري عن انضمام نيابة المحكمة الجنائية الدولية إلى فريق التحقيق المشترك الذي تم تشكيله تحت رعاية وكالة الاتحاد الأوروبي المعنية بالشؤون القضائية "يوروجست"، وهو يشمل كلا من بولندا وليتوانيا وأوكرانيا.
وأضافت زاخاروفا أن "أسلوب عمل مثل هذه الهياكل معروف جيدا"، ورجحت أن نتائج التحقيق الجديدة ستكون "منحازة وأحادية الجانب"، مذكرة في هذا الصدد بالتحقيق الدولي في كارثة تحطم طائرة بوينغ الماليزية في دونباس في 17 يوليو 2014.
وشددت الدبلوماسية الروسية على أن الفريق الجديد يضم "أشد مؤيدي استغلال العدالة الدولية لتشويه سمعة روسيا مع التجاهل التام للحقائق"، مضيفة أن نيابة المحكمة الجنائية الدولية بهذه الخطوة "أظهرت أنها لا تحاول حتى التظاهر كمؤسسة حيادية" و"تنضم إلى محاكمة تم تحديد الجناة فيها بشكل مسبق".
واتهمت زاخاروفا المحكمة الجنائية الدولية بالتسييس، واصفة إياها بأنها "هيئة لا علاقة لها بالعدالة المستقلة"، وحملت نيابة هذه المحكمة والدول المنخرطة في التحقيق الجديد المسؤولية عن "تجاهل معاناة سكان دونباس الذين كانوا طوال السنوات الثماني الأخيرة ضحايا للنظام الأوكراني".
وأشارت المتحدثة إلى أن لجنة التحقيقات الروسية وثقت مقتل 2.6 ألف مدني وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين خلال النزاع في دونباس، لا سيما نتيجة لاستخدام كييف أسلحة محرمة دوليًا.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.